سرطان القولون والمستقيم (Colorectal Cancer) ثالث أكثر السرطانات شيوعا على مستوى العالم، ويتسبب في حدوث ضررًا كبيرًا بالأمعاء أو قد تتفاقم الحالة مما يُسبب الوفاة. يبدأ سرطان القولون في جزء من الأمعاء (القولون) بتكون تكتلات صغيرة من الخلايا تُسمى السلائل polyps، والتي لا تكون عبارة عن سرطان ولكن قد تتحول إلى سرطان في القولون بمرور الوقت. في هذا الموضوع نتناول سرطان القولون والمستقيم بالتفصيل، ونتعرف على أعراضه وأسبابه، وكيفية علاجه.
أعراض سرطان القولون والمستقيم
غالبا لا تظهر أعراض في المراحل المبكرة من سرطان القولون، لذلك فإن الفحص المنتظم مهم لاكتشاف المرض مبكرا والبدء بالعلاج على الفور. ومن ضمن الأعراض الأكثر شيوعا لمرضى سرطان القولون والمستقيم ما يلي:
- تغير في حركة الأمعاء ( إسهال وإمساك ).
- ظهور دم في البراز نتيجة نزيف المستقيم.
- تقلصات وآلام في البطن بصفة مستمرة.
- فقدان الوزن بشكل مفاجئ دون تعمد.
- الشعور بالتعب باستمرار على الرغم من الراحة وعدم القيام بأي مجهود يُذكر.
- أنيميا نقص الحديد نتيجة النزيف المستمر للمستقيم منا يُسبب التعب، والضعف، وشحوب الوجه.
أسباب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم
الأطباء غير متأكدين من أسباب حدوث معظم سرطانات القولون، ولكنه يحدث بشكل عام نتيجة تغييرات في الحمض النووي لخلايا القولون. يحمل الحمض النووي للخلايا التعليمات لتوجيه الخلايا للقيام بعملها، ولكن تتسبب هذه التغييرات في تكاثر خلايا السرطان بسرعة مما يتسبب في موت الخلايا السليمة في إطار دورة حياتها.
يؤثر سرطان القولون والمستقيم غالبا في كبار السن من عمر 50 عام فيما فوق؛ إذ تؤدي العديد من عوامل الحياة اليومية في حدوث الإصابة مثل كثرة تناول اللحوم المصنعة، وقلة تناول الفاكهة والخضروات، والجلوس لوقت طويل، والسمنة، والتدخين.
عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم
هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وهي:
- التقدم في السن: قد يحدث سرطان القولون والمستقيم في أي عمر، ولكن معظم المصابين به تزيد أعمارهم عن 50 عاما.
- العرق الأسود: تكثر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في الأمريكيين ذو البشرة السوداء عن أي عرق آخر.
- التاريخ العائلي: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إذا كان أحد الأقارب مصابًا به.
- النظام الغذائي: للأنظمة الغذائية دور في الإصابة؛ إذ أن اتباع نظام غذائي عالي الدهون وغني باللحوم المصنعة ومنخفض الألياف يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون.
- بعض الأمراض: هناك بعض الأمراض التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون مثل أمراض الأمعاء الالتهابية، وداء السكري، والسمنة.
- عدم ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تقليل خطر الإصابة بالأمراض ومنها سرطان القولون والمستقيم.
- التدخين وشرب الكحول.
- العلاج الإشعاعي: العلاج الإشعاعي الموجه للبطن لعلاج سرطانات سابقة قد يسبب الإصابة بسرطان القولون.
كيفية تشخيص سرطان القولون والمستقيم
معظم حالات هذه الأورام لا تظهر عليها أعراض لذلك فإن الكشف المبكر لمنع هذا المرض له أهمية قصوى. ومن أبرز طرق التشخيص ما يلي:
- استخدام المنظار: استخدام المنظار لفحص القولون حيث يتم استخدام أنبوبًا طويلا رفيعًا ومرنًا متصل بكاميرا فيديو وشاشة لرؤية القولون بالكامل. ويمكن استخدام أدوات جراحية عبر الأنبوب لسحب عينات واستئصال السلائل.
- الخزعة: ويُقصد بها سحب عينة من الأنسجة لفحصها في المعمل. وعادة ما تؤخذ العينة أثناء تنظير القولون لاكتشاف ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا وتحديد سرعة نموها.
- تحاليل الدم: تعطي تحاليل الدم مؤشرات عن الحالة الصحية العامة للمريض. ويمكن استخدامها لتحديد ما إذا كان هناك فقر دم ونقص مستويات خلايا الدم الحمراء وهذا يعطي مؤشرًا لحدوث نزيف نتيجة سرطان القولون والمستقيم.
علاج سرطان القولون والمستقيم
هناك العديد من الخيارات لعلاج سرطان القولون والمستقيم مثل الجراحة لاستئصال السرطان، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي. يتم تحديد الخيار المناسب بناء على مرحلة السرطان، وموقعه، والحالة الصحية للمريض وتفضيله لأي من هذه الخيارات.
1- الجراحة:
- الجراحة أثناء تنظير القولون، ويتم استئصال السلائل خلالها، فإذا كانت السلائل تحتوي على الخلايا السرطانية فإنه يتم التخلص من الخلايا السرطانية باستئصال السلائل.
- وقد تتم الجراحة عن طريق عدة فتحات أو شقوق صغيرة في جدار البطن في حالة السلائل التي لا يمكن استئصالها أثناء تنظير القولون. وتُستخدم فيها أدوات مرفق بها كاميرات لرؤية القولون على شاشة الفيديو.
- الاستئصال الجزئي للقولون وفيه يتم استئصال الجزء المصاب بالسرطان وبعض الأنسجة التي تحيط به، ثم إعادة توصيل الأجزاء السليمة من القولون ببعضها حال الحاجة لذلك.
2- العلاج الكيميائي
تُستخدم فيه أدوية لقتل الخلايا السرطانية التي قد تبقى بعد الجراحة في حال كان السرطان كبير الحجم أو انتشر إلى العقد اللمفاوية، وذلك لتجنب الإصابة بالسرطان مجددا، وقد يستخدم أيضا العلاج الكيميائي قبل الجراحة من أجل تقليص حجم السرطان لتسهيل إزالته، ويمكن كذلك استخدامه لتخفيف أعراض السرطان الذي لا يمكن إزالته بالجراحة وانتشر إلى مناطق متعددة بالجسم.
3- العلاج الإشعاعي:
يتم استخدام حزم من الأشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية من أجل تقليص حجم الورم قبل الجراحة لتسهيل استئصاله. ويمكن استخدامه جنبا إلى العلاج الكيميائي لتخفيف الأعراض في حال كانت الجراحة من الخيارات غير المتاحة للمريض.
4- العلاج الاستهدافي:
يتم استخدام أدوية تهاجم مواد كيميائية معينة في الخلايا السرطانية مما يتسبب في موتها. عادة ما يُستخدم العلاج الاستهدافي مع العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة من سرطان القولون والمستقيم.
5- العلاج المناعي:
ويُستخدم فيه أدوية تمكن الجهاز المناعي من إيجاد الخلايا السرطانية وقتلها.
6- الرعاية التلطيفية:
وهي نوع من الرعاية الصحية يهدف إلى تخفيف حدة الآلام والأعراض المصاحبة للسرطان، ويقوم بها فريق من الأطباء والممرضين المدربين خصيصا لذلك.
في النهاية، سرطان القولون والمستقيم حالة خطيرة تهدد حياة المريض، ولكن مع الاكتشاف المبكر وتلقي العلاج المناسب فإن كثير من الحالات تتعافى بشكل كامل، وتستطيع مواصلة حياتها بشكل طبيعي بعد استكمال فترة العلاج