واقعة غريبة من نوعها في إحدى المدن الأمريكية، إذ حكم على السلطات أن تدفع مبلغ تجاوز ملايين الدولارات لأحد السجناء، بعدما قضى 10 سنوات من الألم والعذاب على جريمة قتل حدثت في عام 2008، ونستعرض السبب في مقاضاة السلطات الأمريكية، فضلًا عن الوقائع المشابهة التي حدثت خلال الفترة الماضية. منوعات
10 سنوات حبس في عرين الأسود
بعد مرور 10 سنوات من العذاب، شهدها مارسيل براون، الذي تجاوز الثلاثين من عمره، بسبب اتهامه بجريمة قتل لم يرتكبها، إذ شهدت عليه سيدة زورًا، وحينما تمت براءته في عام 2018، قضت السلطات الأمريكية بالحصول على تعويض 50 مليون دولار.
«كنت فتى حينما تم القبض علي بتهمة لم ارتكبها وظلوا يعذبونني حتى عثروا على أقوال غير صحيحة مني ووضعوني في عرين الأسد بدون أي اعتبار أو ندم» وفق حديث «مارسيل» ونشرته صحيفة «فرانس بريس»، وبعد اتهامه بالجريمة التي لم يرتكبها حُكم عليه بالسجن لمدة 35 عامًا.
33 ساعة استجواب في غرفة بلا نوافذ
وقد استجوبت الشرطة الأمريكية «براون» لمدة 33 ساعة في غرفة بلا نوافذ، وتم منعه من النوم والأكل ومقابلة محامٍ، وذلك من أجل انتزاع اعتراف منه بالإكراه، وأظهرت وثائق قضائية أن هيئة محلفين فيدرالية في ولاية إلينوي، قررت بالإجماع دفع تعويض لمارسيل براون صاحب الـ34 عامًا، بقيمة 50 مليون دولار عن 10 سنوات من الاحتجاز والسجن الجنائي.
«لقد تحققت العدالة أخيرًا لي ولعائلتي» كان هذا رد فعل «مارسيل»، بعد أن تم الحكم على السلطات الأمريكية بدفع التعويض له وبلغت قيمته 50 مليون دولار، والذي يعد أكبر رقم في تاريخ أمريكا للتعويض، خاصة أن آخر ما دفعته السلطات كان مبلغ 36 مليون دولار، إثر تبرئة شخصين بعد 20 عامًا في السجن بتهمة اغتيال مالكولم إكس عام 1965.
وقائع مشابهة في مختلف الدول
هناك العديد من الوقائع المشابهة، التي يتم فيها حبس المتهم لسنوات طويلة، ومن ثم تتم تبرئته، وتقوم السلطات المسؤولة بتعويضه عن سنوات الحبس بمبالغ مالية، منها حينما أعلنت مدينة تامبا في ولاية فلوريدا الأمريكية، أن رجلًا قضى 37 عامًا في السجن بعد إدانته خطأ باغتصاب وقتل امرأة عام 1983 في المدنية، وفي 2020، تم إطلاق سراح «دوبواز» بعد ظهور أدلة الحمض النووي الجديدة التي برأته وتورط رجلان آخران اتُهموا فيما بعد بالقتل، لذلك حكم على السلطات الأمريكية بتعويضه بمبلغ 14 مليون دولار.
وفي ألمانيا، قامت المحكمة الألمانية في عام 2023 بإطلاق سراح رجلًا قضى أكثر من 13 عامًا في السجن بتهمة قتل امرأة مسنّة عُثر عليها في حوض استحمام، لذلك أصدرت قضاة المحكمة الإقليمية في ميونيخ قرارًا بأنّ «غينديتزكي» دينَ عن طريق الخطأ وأمروا بمنحه تعويضًا يبلغ نحو 369 ألف يورو أي ما يعادل 402 ألف دولار.
لم يختلف الأمر كثيرًا في إيطاليا، إذ برأت السلطات الإيطالية رجلًا بعد أن تم سجنه ما يقرب من 33 عامًا بالخطأ، وذلك على خلفية اتهامه بقتل 3 أشخاص من أسرة واحدة في عام 1991، وبعد مرور سنوات طويلة التي سجن فيها الإيطالي، اعترف أحد الشهود أنه لم ير المتهم في مسرح الجريمة من قبل، وهو ما دفع الرجل إلى مقاضاة السلطات الإيطالية، إلا أنه لم يصدر الحكم حتى الآن، إذ أطلق سراح المتهم في 2024.
التعليقات