تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن الموسم الجديد من برنامجه الشهير “نور الدين والدنيا”، مؤكدًا أن التركيز هذا العام سيكون على فئة الشباب في الفئة العمرية من 12 إلى 18 عامًا، وهي مرحلة حاسمة في بناء الوعي الفكري والديني.
في مداخلته الهاتفية عبر برنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا” على قناة CBC، أوضح الدكتور علي جمعة أن الموسم الحالي من البرنامج يهدف إلى معالجة التحديات الفكرية والتكنولوجية التي يواجهها الشباب، في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم. وقال إن البرنامج سيعتمد على تقديم خطاب ديني معاصر يتناغم مع واقع الشباب المتغير، في نفس الوقت الذي يلتزم فيه بالثوابت الإسلامية والمقاصد الشرعية.
مواجهة الفجوة بين الأجيال
أشار الدكتور علي جمعة إلى وجود فجوة كبيرة بين الأجيال، ناتجة عن التطور السريع في مجالات التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة. وقال إن هذا الفارق في التوجهات والاهتمامات يفرض تحديات جديدة على الشباب، مما يجعل من الضروري تقديم محتوى ديني يتواكب مع متطلباتهم ويعزز ارتباطهم بقيمهم الدينية والأخلاقية.
وأكد أن البرنامج لن يعتمد على أسلوب التلقين التقليدي، بل سيتبنى أسلوب الحوار المفتوح مع الشباب، بهدف الاستماع إلى أفكارهم ومناقشة القضايا التي تهمهم بأسلوب هادئ وواقعي. كما شدد على أن الرسالة الأساسية هي تعزيز مفهوم الحب في العلاقة بين العبد وربه، بعيدًا عن أساليب الترهيب التي قد تخلق حالة من الانفصال بين الشباب ودينهم.
البرنامج كأداة للتوعية الدينية والفكرية
وقال الدكتور علي جمعة إن هذا العام، سيتناول البرنامج العديد من القضايا المهمة التي تخص الشباب، مثل فهم الواقع المعاصر، المسائل العقائدية التي يطرحها العصر الحديث، وأيضًا الأحكام الشرعية المتعلقة بالحياة اليومية للشباب. وأضاف أن البرنامج سيحاول إضفاء نوع من التجديد في طريقة تقديم هذه المواضيع، بحيث تواكب التحولات التي يمر بها المجتمع.
وأكد الدكتور علي جمعة على أهمية أن يكون هناك مساحة كبيرة لطرح أفكار الشباب والإجابة على تساؤلاتهم بشكل علمي وواقعي. هذا النوع من التفاعل يساهم في بناء جسر من الثقة بين الشباب والدين، ويعزز فهمهم العميق لمقتضيات الحياة في إطار تعاليم الدين الإسلامي.
دور البرنامج في مواجهة تحديات العصر
واختتم الدكتور علي جمعة مداخلته بالدعاء لمصر بالاستقرار والأمن، مشيرًا إلى أن الهدف من برنامج “نور الدين والدنيا” هو تقديم نموذج ديني وسطي قادر على مواجهة تحديات العصر وتوفير فكر مستنير يساعد الشباب على التأقلم مع التحولات الاجتماعية والتكنولوجية من دون التفريط في القيم الإسلامية.
بهذا الشكل، يصبح برنامج “نور الدين والدنيا” بمثابة منصة حوار حيوية للشباب، تساعدهم في تكوين فكرة دينية وفكرية متجددة تتماشى مع احتياجاتهم ومتطلبات العصر الذي يعيشون فيه، مع الحفاظ على أصالة الهوية الإسلامية.
التعليقات