4.5 % هو معدل الإصابة بسرطان البروستاتا في مصر، وهو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين المرضى الذكور، وذلك وفقًا لإحصائية أجريت عام 2012م، وفي المملكة العربية السعودية يصاب رجل واحد من كل تسعة رجال بهذا المرض الذي عادةً ما يؤثر في نمط حياة المصابين، ويسبب لهم الكثير من المشكلات الصحية إذا لم يُكتشف مبكرًا ويعالج، كالضعف الجنسي والسلس البولي أو عسر التبول، وفي هذا المقال نقدم لكم كل ما ترغبون معرفته عن هذا المرض، وما أعراضه وأسباب الإصابة به، فتابعوا القراءة.
ما هو سرطان البروستاتا؟
البروستاتا هي غدة صغيرة على شكل جوزة موجودة عند الرجال أسفل المثانة وأمام المستقيم، وتفرز سائلًا يمتزج مع السائل المنوي ليغذي الحيوانات المنوية ويحافظ على صحتها.
تفرز البروستاتا أيضًا مستضد خاص بالبروستاتا (PSA)، وهو بروتين يساعد السائل المنوي على الاحتفاظ بحالته السائلة.
يحدث السرطان عندما تبدأ خلايا البروستاتا بالانقسام بسرعة غير طبيعية وتنمو وتتكاثر لتكون كتلًا صلبة، ولكن عادة ما يكون نموه بطيئًا مقارنةً بأنواع السرطانات الأخرى، لذلك قد لا يشعر به بعض المرضى حتى يصل إلى المراحل المتأخرة.
مراحل انتشار سرطان البروستاتا
المرحلة الأولى: الخلايا السرطانية موجودة فقط في غدة البروستاتا.
الثانية: لم ينتشر السرطان بعد خارج البروستاتا، لكنه ينمو ويتكاثر بشكل أسرع.
الثالثة: قد ينتشر السرطان إلى الأنسجة المجاورة.
الرابعة: قد ينتشر السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم.
أعراض سرطان البروستاتا
نادرًا ما يسبب سرطان البروستاتا أعراضًا في المراحل المبكرة منه، ولكن مع تقدم المرض، قد تظهر العلامات التالية:
- ألم أو حرقان عند التبول، ويسمى بعسر البول أو صعوبة التبول.
- انخفاض قوة تدفق البول في المجرى الخاص به.
- الحاجة المتكررة أو الملحة للتبول خاصة خلال الليل.
- فقدان السيطرة على التبول، ويعرف باسم (سلس البول).
- فقدان السيطرة على الأمعاء، ويعرف باسم (سلس البراز).
- ظهور دم في البول.
- ظهور دم في السائل المنوي.
- فقدان الوزن.
- القذف المؤلم وعدم القدرة على الانتصاب (الضعف الجنسي).
- ألم في أسفل الظهر أو الورك أو الصدر.
- آلام في العظام.
هل جميع أمراض البروستاتا تدل على الإصابة بالسرطان؟
لا، ليست جميع أمراض البروستاتا تدل على الإصابة بالسرطان، لكنها قد تسبب أعراضًا مشابهة لسرطان البروستاتا، لذلك يجب الذهاب فورًا إلى طبيب الذكورة إذا ظهر عرض واحد أو أكثر من العلامات السابقة.
تشمل أمراض البروستاتا ما يلي:
- تضخم البروستاتا الحميد:
يصيب البالغين في مرحلة ما من حياتهم، خاصةً عند تقدمهم في العمر، ويؤدي إلى تضخم غدة البروستاتا، ولكنه لا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
- التهاب البروستاتا:
يحدث التهاب البروستاتا بسبب الإصابة بالبكتيريا والتي تؤدي إلى تضخم غدة البروستاتا وتورمها والتهابها، وعادةً ما تصيب الأشخاص الأقل من 50 عامًا.
أسباب سرطان البروستاتا
لا يعرف الأطباء والباحثون السبب الدقيق وراء الإصابة بسرطان البروستاتا، ولكن بشكل عام يظهر السرطان عندما تنقسم الخلايا بسرعة وتتكاثر وتنمو لِتشكل كتلة ورمية.
لحسن الحظ، ينمو سرطان البروستاتا ببطء في معظم الحالات، لذلك فهو قابل للعلاج بدرجة كبيرة خاصة في المراحل المبكرة، وقبل انتشاره خارج الغدة.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا؟
تشمل عوامل الخطر ما يلي:
- العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، كلما تقدم الشخص في العمر، وقد أثبتت بعض الدراسات الطبية أن ما يقرب من 60٪ من حالات سرطان البروستاتا تحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
- العرق: أظهرت بعض الدراسات الطبية أن الأشخاص من الأصول الأفريقية أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بغيرهم من الأعراق الأخرى.
- التاريخ العائلي: إذا كان لدى الشخص تاريخ عائلي لسرطان البروستاتا، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بغيره من الأشخاص.
هناك عوامل خطر أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، لكنها عامة، مثل:
- التدخين.
- زيادة الوزن.
- الإصابة ببعض الأمراض الذكورية، مثل: التهاب البروستاتا والأمراض المنقولة جنسيًا.
- التعرض للمواد الكيميائية، مثل مبيدات الأعشاب العامل البرتقالي
كيف يمكن تشخيص سرطان البروستاتا؟
تساعد الفحوص والاختبارات على اكتشاف سرطان البروستاتا مبكرًا، ومن المحتمل أن يخضع البالغ للفحص الأول في سن 50 عامًا تقريبًا.
تشمل فحوص التشخيص ما يلي:
- فحص المستقيم الرقمي: يدخل الطبيب إصبعه بعد ارتداء القفاز الطبي في المستقيم حتى يستطيع ملامسة غدة البروستاتا، وفي حالة شعوره بمناطق صلبة أو كتل، فقد يكون المريض مصابًا بالسرطان.
- اختبار الدم مستضد البروستاتا النوعي (PSA): تصنع غدة البروستاتا بروتينًا يسمى مستضد البروتين النوعي (PSA)، وقد يشير ارتفاع مستوياته في الدم إلى إحتمالية الإصابة بالسرطان، لأن مستوياته ترتفع أيضًا في حالات تضخم البروستاتا الحميد والتهاب البروستاتا، لذلك فهو من الاختبارات غير الدقيقة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية: يجرى التصوير عبر المستقيم، ويُظهر صورًا لغدة البروستاتا والكتل الموجودة بها، ويستطيع الطبيب من خلال الصور تحديد ما إذا كان المريض يحتاج لخزعة أم لا.
- الخزعة: تعد الطريقة الوحيدة المؤكدة لتشخيص سرطان البروستاتا وتحديد مدى شدته، ويأخذ الطبيب خلالها عينة من الأنسجة لفحصها في مختبرات الأورام.
كيف يمكن علاج سرطان البروستاتا؟
يعتمد العلاج على عدة عوامل، مثل:
- الحالة الصحية العامة للمريض.
- مرحلة المرض.
- مدى سرعة انتشار المرض في البروستاتا والجسم.
تتضمن الإجراءات العلاجية ما يلي:
1) العلاج الإشعاعي الموضعي أو الداخلي
يتضمن هذا العلاج زرع بذور مشعة داخل البروستاتا، ويستخدم الجراح التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب للمساعدة على توجيه المادة المشعة والقضاء على الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة بها.
2) العلاج الإشعاعي بالحزمة الخارجية
ترسل الآلة المستخدمة في العلاج حزم سينية قوية مباشرة إلى الورم، وتساعد على قتل الخلايا السرطانية والحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة.
3) العلاجات الجهازية
إذا انتشر السرطان خارج غدة البروستاتا، فقد يستخدم الطبيب العلاجات الجهازية لإرسال مواد إلى جميع أنحاء الجسم لتدمير الخلايا السرطانية أو منع نموها.
4) العلاج الهرموني
يقلل العلاج الهرموني مستويات التستوستيرون أو يمنع وصوله إلى الخلايا السرطانية، لأنه يغذيها ويساعدها على النمو والانتشار.
في حالات نادرة، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة الخصيتين حتى لا يتمكنا من إنتاج هرمون التستوستيرون.
5) العلاج الكيميائي
يُستخدم العلاج الكيميائي لتدمير الخلايا السرطانية، وقد يتلقى المريض العلاج الكيميائي فقط أو يدرج مع العلاج الهرموني أو الجراحي إذا انتشر السرطان خارج البروستاتا.
6) العلاج الموجه
يركز العلاج الموجه على التغيرات الجينية (الطفرات) التي تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية حتى يمنعها من النمو والتكاثر.
7) العلاج البؤري
يساعد هذا العلاج على تدمير الأورام داخل البروستاتا، وقد يوصي الطبيب به في المراحل المبكرة.
8) الموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة (HIFU)
تولد الموجات فوق الصوتية عالية الكثافة حرارة قوية لقتل الخلايا السرطانية داخل البروستاتا.
9) العلاج بالتبريد
تعمل الغازات الباردة على تجميد الخلايا السرطانية في البروستاتا، ما يساعد على تدميرها والقضاء عليها.
10) الاستئصال بالليزر
يرسل الليزر حرارة شديدة موجهة إلى الورم، وتساعد على تدمير الخلايا السرطانية داخل البروستاتا والقضاء عليها.
11) استئصال البروستاتا الجذري المفتوح جراحيًا
يصنع الجراح شقًا واحدًا في بطن المريض طوليًا من السرة إلى عظمة العانة، ويزيل غدة البروستاتا، لكنها أقل استخدامًا من الجراحات الأخرى.
12) استئصال البروستاتا الجذري الروبوتي
يصنع الجراح عدة شقوق صغيرة في بطن المريض لإدخال المنظار بالنظام الآلي، ثم يبدأ بتحريك الأذرع الآلية خلال جلوسه أمام شاشة الكمبيوتر، ثم يفصل البروستاتا عن المثانة والإحليل، مع الحفاظ على الأنسجة العصبية الكهفية الحساسة، ويخرجها من خلال إحدى الشقوق.
ينصح طبيب الأورام بإجراء الفحوص ومراقبة البروستاتا بعد الشفاء كل سنة حتى يستطيع اكتشاف السرطان مبكرًا في حال عودته مرة أخرى، وتعرف هذه المرحلة باسم (المراقبة النشطة أو اليقظة).
في النهاية، قدمنا لكم كل ما تودون معرفته عن سرطان البروستاتا، وعلى الرغم من أنه مرض صامت، فإن الأطباء يستطيعون اكتشافه مبكرًا إذا التزم الشخص البالغ من العمر 50 عامًا بإجراء الفحوص والاختبارات سنويًا، وفي حال ظهور أي عرض من الأعراض المذكور في المقال قبل سن 50، فيجب الذهاب إلى الطبيب فورًا للكشف المبكر وتلقي العلاج المناسب.
المصادر:
(2)